Saturday 6 July 2013

خواطر في ربع قرن

في خضم ما تتمخضه مصر هذه الأيام نسيت ان يوم مولدي قد حل حتى ذكرني به المقربين إلي. ولأني لست في مزاج الاحتفال التقليدي, الذي عادة لا أكون فيه ايضا قررت ان استرجع ماتعلمته في هذه الأرض على مدار 25 دورة درتها مع الأرض الفسيحة حول الشمس و اضع هذه الخواطر في مكان واحد أشرككم فيها و لعلي اتذكرها إن نسيتها

- تذكر ان تقبلك لمسئولياتك وتحملك تبعات افعالك هو ما يجعلك شخص ناضج وليس سنك 
- انت المسئول الواحد عن اختياراتك وليس الظروف فلا تخدع نفسك بها 
- لن تجد العلم ابدا مهما تعلمت ولا المعرفة مهما بحثت إلا ان تتعلم كيف تشكك وتسائل عن كل ماعرفت 
 - لا أحد فوق المسائلة. حتى انت بل خصوصا انت . سائل نفسك وأقس على نفسك ضعف ماتقسو على الناس. فـذلك مدعاة لتهذيب نفسك 
- لن يرض عنك الناس ابدا فلا تشغل نفسك برأيهم فيك إلا إذا التمست في نفسك نقصانا. فلا مديحهم يعليك ولا رضاهم سيغنيك. عش كما تريد فـسوف تموت وحدك 
- لا تكذب على نفسك حتى لو كذبت على الناس 
- علاقتك بـربك هي ملكك وحدك. فلا تشرك بها أحد 
- لا تجعل أحد وصيا عليك. فـانت بـذلك تنتقص من انسانيتك 
- لا تهن كرامتك لأي علة
- دائما طور من نفسك. إذا مر عليك عام دون ان تتطور فـهو هباء 
- لا اظن ان اعز مكان في الدنا هو سرج سابح (على الرغم من انها متعة ) ولكن لا جليس خير من الكتاب 
- من لا يطرب للموسيقى إنسان سقيم الروح
- الصداقة من كنوز الدنيا ولكن كثيرها لا يدوم كثيرا. فاغتنمها 
- الشكر بالكلمات شكر اجوف يغذي إحساس الأنا فقط . الشكر الحقيقي بالفعل 
- كن فضوليا في كل شيء إلا أحوال الناس. إن لم تكن مهتم لأمرهم فـلا تهنهم بـجعلهم تسلية لك 
- كن موضوعيا دائما وأبدًا 
- انصف عدوك ولا تمتدح نفسك 
 - ابحث عن الحق ولو على غير هواك 
- ابحث عن الجمال. فلا قيمة للحياه بدونه
- افعل مايسعدك طالما أنك لا تغبن أحدا

Friday 28 June 2013

آفة حارتنا

انتهيت من قراءة اولاد حارتنا لنجيب محفوظ, أو بالاحرى انتهيت من العيش داخل حارة الجبلاوي. فالرواية رائعة بكل مقايس العمل الادبي. فالسرد القصصي فريد من نوعه والأسلوب راقي واللغة سليمة التركيب لدرجة الأستاذية. وذاك المتوقع من قامة نجيب محفوظ.

أما مايهمني هنا حقا هو جدلية الاسقاط  الإلهي الرسولي المتنازع عليها طويلا والتي كادت تودي بحياة صاحب الحكاية نفسه. فـأولا واخيرا الاسقاط موجود. على الرغم من ان ديباجة الكتاب بقلم الدكتور محمد سليم العوا تنفي ذلك ولكنه موجود, ولكن هل هذه طامة ام لا كان هذا هو تساؤلي الشاغل وأنا أتابع حياة أبناء الحارة حتى انتهى السرد. وكانت كل أقصوصة من الحكاية تقربني اكثر من ظن جال بي في أوائل الحكاية وكان هذا الظن هو إجابة عن طبيعة الاسقاط نفسه وهذا ماوجدت.

 فالإسقاط ليس كينوني يقارن كيانين ويقرنهما سويا وبالتالي هو يخرج محفوظ من شبهة التجديف التي احاطه بها نصي الفكر سطحي العقل قصيري الخيال. وايضا هو ليس اسقاط وصفي يضع  صفات دخيلة على الذات الالهية أو الانبياء ولكنه اسقاط موقفي فـهو على النقيض تماما يأخذ من حياة الرسل ويكرر مواقف من حياتهم ببعد انساني آخر بعيد عن القدسية والعصمة مما يؤكد الفكرة الفلسفية ان حوادث الدنيا تتكرر في كل الازمان وان الناس لا تتبدل طباعها أو حتى طموحاتها.
 فالرواية تتعرض لافكار مثل الكبر والتوبة واللعنة وشقاء الحياة وصبو الناس للراحة الابدية مع عدم قدرتهم على تعريف هذه الراحة. فـهل الراحة هي الدعة بلا عمل والتنعم بلا شقاء. ام هي العدل المطلق ام هي التنزه عن كل مغريات الحياة فـتكون الدعة في صفاء النفس ام هي مجموع كل ذلك.وكيف تستحيل كل هذه الاوجه إلى نقيضاتها. فـتصبح الدعة عنفوان وفتوة ويصير العدل بطشا ويمسي جمعهما كهنوت. وكيف ان أهل الحارة لا يعرفون قدر الحواديت ولكنهم لا يتعظون. وهكذا ينتهي كل ذي سيرة عطرة وحياة باهرة بنهاية حزينة وتعود الحارة لما كانت عليه!وكيف تنتهي قصة الحارة عندما يأتي من يحاول ان يعطي أهل الحارة السحر الذي ينهي شقاءهم بيد ان سحره ينقلب ويصبح قوة ضاربة بيد العنفوان وهذا آخر اسقاط على العلم الذي اصبح سيفا آخر مسلط على الناس. لكنهم لم يفقدوا الامل فيه لأنه اصبح ملكهم وحاولوا مطاردته حتى يجدوه فيحيوا الحياة الابدية السعيدة.

وبذلك فـإن كان داء حارتنا الفتونة ومرضها الغرور والتفاخر. فـإن آفة حارتنا النسيان  

Thursday 25 April 2013

من أراد ان يفرح بي فليفرح بي كما أنا

"مهندس ولا دكتور"
 "مش حنفرح بيك(ي)"
"- أنا جبت ساعة جديدة
 - طيب عقبال العريس/العروسة"

 جمل واكلشيهات كثيرة اتعودنا نسمعها كل يوم من ساعة مابنتولد وبتمتد معانا طول عمرنا. في الحقيقة أنا مش ناوي أتكلم عن الجواز أو شقة التجمع والعربية (كروز/سيراتو/الانترا) أو صورة الدبل أو حتى امتحان ثانوية عامة اللي الفيزياء جت فيه فوق مستوى الطالب المتوسط. أنا حتكلم بشكل اعم وعن موضوع اكبر واشمل من كل ده وهو القولبة

Sunday 21 April 2013

أنا و الحمار


كنت اجلس في صلاة الجمعة..وكالعادة كانت تأخذني لحظات من الفكر الذي ينأى بي عما جئت من اجله ..ولم أعرف حتى الآن لم لا أقاوم هذه اللحظات , ولكني اعتدت ذلك ..لكن هذي المرة ايقظ انتباهي صوت حمار يجر عربة..كان واقفا بجانب الطريق في سكون لم يقطعه غير صوته العال. اغلب الظن من هيئته أنه كان يدور بصاحبه طول الصبح حتى كل كلاهما في ظهيرة اليوم فـاستراح صاحبه بالصلاة واراحه بكومة من البرسيم. وهي مالفت نظري اكثر واكثر, أو بالاحرى كيف كان يتعامل معها الحمار.
في الاغلب رأى كلنا البرسيم, وهو نبات متوسط الحجم ورقا طويله ساقا . ولذلك فـمن الاغلب ان تتشابك فروعه سويا وهذا ماحدث بالفعل. وامسكني فضولي فانتظرت حتى أرى مايفعل هذا الحمار بهذه التشابكات العديدة. كان الحمار كلما وجد اعواد متشابكة لا يستطيع فمه على وسعه ان يستوعبها معا كان يترك هذه الحزمة ويشرع في الأكل من حزمة اخرى بعيدة عن الأولى فـإذا فرغ من الاخيرة توقف عن الأكل وطفق يقلب في الكومة كلها لبرهة ثم يعود لما كان عليه.. ودواليك حتى فرغ من طعامه

فتبسمت لهذه الحقيقة التي فهمها ذو اللجام وتسائلت عن متى تصل لذوي الاحلام

انا و الغراب

كنت اجلس اليوم في حال من الهم والكآبة المقيتة مشغولا عن هموم الدنيا بهم الذات, حين طالعني غراب. كنت اجلس في مكان علي وكان يبعد عني مسافة ليست بالقليلة . كان أول ماجال بخاطري كان كيف يستطيع شخص ان يصطاده من هذا البعد والعلو. ثم تأملت هذا الكائن البائس يبحث عن الطعام فـقلت  في نفسي كيف جعلني ذوق مزاجي أحدد مصير كائن بهذه السهولة إلى زوال لمجرد وجودي في مكان علي فـتذكرت رحمة العلي القدير في مقاديره ورحمته بضعفنا. ثم جلت بنظري عنه فـرأيت مبنى قبيح متسخ اهلكه القدم والظروف ثم جاء طائر اخضر جميل لم ار مثله طول عمري فـتعجبت كيف يمكن ان نجد الجمال في ابغض الظروف فتذكرت ان هنالك دائما أمل. ثم تلبدت السماء وذهب الطائر وذهبت معه تأملاتي , وعدت لما كنت عليه وظللت فيما أنا فيه حتى قدم بضع من اصدقائي ليخرجوني مما أنا فيه ولم أكن اريد صحبة فيما أنا فيه ولكنهم ابوا ان يتركوني حتى اخرج منه فـانسوني همي وانسوني الغراب والطائر

الشيخ محمد شيخ الفاتيكان


بارحنا ليس ببعيد عنا أحد اهم الاحداث التاريخية لهذا البلد الأمين . حدث جعل لإرادة هذه الأمة عقل وفاه بعد ان كممتها الاطماع وأرهقها تتابع الجشعه والطغاة على مدار السنين, كنت سعيدا بهذا الحدث رغما عن نتائجه. لأن الطائر الحر لا تهمه الأمطار ولا الحرور.ولكن بدلا من سعادتي شعرت بغضب ملجم وبخوف مقيت. هذا الخوف جعل من هذا العيد السعيد مدعاة قلق وتفكر وترقب , وقد حدث هذا ليس لان نتاجه لم يكن مااردت ولكن لان طريق هذا النتاج كان مالم أرد.

عندما خلق الله البسيطة وخلف ابن آدم بها , جعل له ارادة حرة يفعل مايشاء واعطاه سبلا تضمن له حياته وجعله قيما عليها بلا شريك أو راع.  فلما استقرت الدنيا وتقابلت منافع الناس ولم يستطيعوا الاضطلاع بمصالحهم فيما بينهم , دعتهم هذه الحاجة ليولوا على انفسهم من يقوم عنهم بهذا العمل بما يرعى كل المصالح دون تحيز أو تجبر أو صلف أو غش . وجاءت الشرائع منظمة لهذه العلاقة الوليدة بشقيها الدنيوي والسماوي حتى لا تترك حياة الناس في مهب مطامع النفس البشرية الملتوية برغباتها . وإستمرت أحوال الناس على هذا النهج سنينا طويلة حتى اصبح المسئول حاكما والحاكم ملكا والملك الها . وعندها اختلت موازين الأرض وتعطلت خلافة بني آدم للأرض متعللة بخلافه بعضهم على بعد . هنا وقف العقل البشري ليتسائل مدفوعا من سوط التجبر الذي سلطه عليه بني جلدته , تساءل عما حدث وعما يجب أن يحدث وكيف يعود لخلافته التي نزعت منه . فلاحت  في الأفق فكرة تعيد له مسلبه دون ان تهدم مبدأ المسئولية التي ارادها ممن يحكموه أو يحكمون من اجله كما يجب ان يكون . هذه الفكرة هي الديمقراطية. وهي فكرة لم تختلف عليها شريعة لا في الارض ولا من السماء . فهذا نبي له اسباط و ذلك له حواريين واخرهم له صحابة يشاورهم. ولم تحيد شرائع  الأرض عن ذلك. فجادت بما لديها من شيوخ وحكماء وممثلين للناس في مجالس لترعى مصالحهم . وقربت الأرض من اكتمال عقلها . لكن هيهات ان ترضى نفوس بصلاح الأمور أو تصمت عقول عن تلوية الطريق المستقيم
هنا انشق تابعي شرائع السماء عن واضعي شرائع الأرض . وكل وجد طريقة ليحيد عن الصواب دون ان يمس نفسه بالخطأ بل ينسب لنفسه الفضل أيضا على مفاسده. وهنا بقي إشكال وحيد هو الناس وكان له حل وحيد هو الناس

الغوغاء هم الجراد إذا احمر وانسلخ من الألوان ويقول الاصمعي الغوغاء من الناس هم كالجراد إذا ماج في بعضه , إذا اجتمعوا غلبوا وإذا افترقوا لم يعرفوا . ويقول الخطابي عن ابي عاصم النبيل أن رجلا اتاه فقال " إن امرأتي قالت لي يا غوغاء " فقلت لها " إن كنت غوغاء فأنت طالق ثلاثا " فما افعل. فقال له ابو عاصم "هل انت رجل إذا خرج الامير يوم الجمعة جلست على ظهر الطريق حتى يمر فـتراه "..فقال لا ..فقال أبوعاصم "لست بغوغاء انما الغوغاء من يفعل ذلك"..
هذا عن تعريف اللغويين , فماذا عما سطر من جاءوا قبلنا. عرف الغوغاء منذ أيام الرومان وعرفت الغوغائية وسميت الديماجوجية حينها . كما ارخ من حضروا مقتل عثمان بن عفان قتلته على انهم الغوغاء . وكذلك ثوار الثورة الفرنسية الذين قتلوا النبلاء الاقطاعيين دون ذريعة أو قانون إلا اشتباه الظن.
إذًا فـمن هذا التعريف وذاك نجد ان للغوغائية ملامح اساسية , فـهي تتأتي بالكثرة , ولا تأتي بغيرها وتجيء بلا ملامح محددة ولا فكر مسبق يكون لها دافعا أو رادعا إذا اقتضت الحاجة . وكما لغوغاء الطبيعة قائد , فـلغوغاء البشر قائد يحفزهم ويحرضهم دون ان يظهر نفسه أو فكره , والا انتفت الغوغائية عنهم وضاعت قوتها . بقي ان يكون للغوغاء دافع , فـاذا نظرنا للجراد وجدنا دافعه هو حاجته الاساسية مثل الطعام . ولكن غوغاء بني آدم تتغير دوافعهم من زمان لاخر ومن مكان لمكان وفق الظروف والمتغيرات

قلنا إن الفاسدين من مشرعي الأرض وتابعي السماء أرادوا الاستئثار بالسلطة لانفسهم ولكن كان امامهم تحد هو الناس , ولم يجدوا له حل إلا في الغوغائية , فهي السبيل الاوحد لتحويل البشر إلى قطيع دون المساس ببشريتهم. ولكن ما الدافع ليتنازل إنسان عن اختياره النابع من عقله لإختيار اخر دون ان يشعر.

في الطبيعة, هناك قوتان رئيسيتان تدفعان سكانها إلى الحراك الجماعي دون تفكير أو ترتيب . أولاهما هي اشباع الرغبات المنقوصة التي تحتاج إلى الجماعة للاضطلاع بها, ثانيهما هو الخوف . والخوف هاجس يسيطر بشدة على ضحاياه , وغريزة لا تعادلها غريزة في عنفوانها وسيطرتها وقدرتها على هزم اعتى مصارعيها . فاذا  جمعناه مع رغبة ملحة حصلنا على مزيج من عدم الاستقرار الداخلي. وبفرض وجود من يستطيع التحكم في هذا المزيج ويوجهه , إذا وجدنا نفوذا لا ينتهي

استطعنا ان نصل إلى قوة كبيرة من اجتماع الغوغائية مع الخوف والرغبة . ووصلنا ايضا إلى فرضية ان من يسيطر عليها يتمتع بقوة لا تضاهيها قوة ولا يسائلها أحد لانها قوة نابعة من جماعة منقسمة على نفسها وليس لها هدف واضح
فاذا عدنا لما رأينا في الأيام القليله الماضية , نجد ان كل هذة الظروف تجمعت سويا , ورأينا أن الغوغائية الناتجة عن سنين طوال من الأمية والجهل المركب وكبت الحريات, متضافرين مع الرغبة في غد أفضل والخوف من مجهول سيء , وضعت المزيج المثالي للسيطرة على الغوغائية . ويبقى ايجاد ذلك العنصر المسيطر على هذا المزيج , فما هو.
في تلك الأيام الماضية , وجدنا ان أكثر و أعم ماقيل كان خطابا في الدين وليس في السياسة , ووجدنا ان اكثر قوى تحركت للعمل كانت قوة دينية وليست سياسية . إذًا كان المحرك هو الاستقطاب الديني , اعتمادا على اساليب الترغيب والترهيب , فتارة قل هذا لانه من الدين وأخرى لا تقل ذلك لانه تفريط في الدين وأخيرًا , إذا قلت ذاك  فانت تضر الدين. و لاحقاق الحق, لم تكون هذه الحال الوحيدة ولكنها كانت الغالبة على كل حال أخرى. وإذا كانت هي كذلك فهذا يدفعني للتساؤل . ماذا بعد

يبقى هذا السؤال من أصعب ما سئل ومن أهم مايجاب عنه . فهو تكهن بما سيحدث وما سنري . لذلك هو يبعث الفضول في العقل , والأمل القلوق  في النفس. ولنرفع الحرج عنا , دائما نضع مع اجابتنا عنه التي تمثل رؤيتنا المتخبطة القصيرة , كلمة قد. حتى لا نجزم بما نظن ثم تأتي الدنيا بما في جعبتها وتثبت خطأنا

ولكن لنرى ماسيحدث , في بعد الاحيان يجب ان ننظر لما مضى وندرسه ونتعلم منه . فقد يكون ذلك خير دليل لنا في تخبطنا , ولعله يقرب لنا المستقبل ويضعنا على طرق اقل اعوجاجا . لو نظرنا إلى الماضي وتحديدا إلى ألف عام خلت , في اوروبا حيث سيطر الفاتيكان على مقررات الأمور كلها . وصارت بيده مصائر البلاد والعباد . فـاضحى يحكم بدلا من الملوك , ويكفر هذا ويقتل ذلك ويحرق تلك . يرفض العلوم ويقول انه مصدر العلم , ويرفض الجدال ويقول أنه مخول بسلطة الهية لا تنازعها سلطة. واستمرت الحال هكذا لقرون عدة, مرت كالسرمدية, لامتلأها بالقهر والظلم والمفاسد. ولنعدد بعض الاحداث التي جاءت نتيجة هذا الحكم .
نبدأ بالحملات الصليبية على المشرق, التي تسترت بستار الدين لتسلب أهل المشرق خيراتهم , وباءت بالفشل جميعها , لأن الظلم ليس شريعة الأرض . وجاء من بعدها عصر السحرة والمهرطقين. حيث أتهم كل من تكلم ضد الفاتيكان بالسحر و كان مصيره الحرق . وكل من اشتغل بالعلم وعارض نتاج علمه هذا مقال الفاتيكان في هذا الامر أتهم بالهرطقة وكان إما ان يستتاب أو يحرق . وننتهي بمحاكم التفتيش عندما دخل الاسبان إلى الاندلس .
فما كان من الناس بعد ان فاض بهم الكيل من القهر إلا ان ثاروا على الفاتيكان. ولو انتهى الأمر على ذلك ماكان باشكال. ولكن الفاتيكان كان يتستر خلف الدين, فـجاءت ثورة الناس على الدين واصبحت اوروبا ترى الدين بنظرة كارهة , مزدرية له ازدرائها للقهر التي عاشت فيه . واصبحت الاديان هي منبع الخرافة والمجاهل , بدلا من ان تكون المنظم لحياة البشر .

هذا مااخبرنا به ماضينا , فهل نرغب أن يصبح هو ايضا مستقبلنا , وهل نطيق حمل وزر ان نقدم للعالم فاتيكان آخر؟